الرئيس الأمريكي يبرر تأخره بعد أسبوع من الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 120 شخصًا
أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه سيزور ولاية تكساس هذا الجمعة 11 يوليو، بعد مرور أسبوع على الفيضانات القاتلة التي ضربت الولاية وأودت بحياة ما لا يقل عن 120 شخصًا، بينهم عدد من الأطفال الذين كانوا يشاركون في مخيمات صيفية.
ورغم تواجد وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في المنطقة منذ السبت، فإن الرئيس اختار تأجيل زيارته، مبررًا ذلك برغبته في عدم “عرقلة” جهود فرق الإنقاذ التي لا تزال تبحث عن مفقودين وتُقدّم المساعدة للمتضررين.
“كنت قادرًا على الذهاب اليوم، لكن وجودي كان سيتسبب في تعطيلهم”، قال ترامب في مؤتمر صحفي.
لماذا يتأخر الرؤساء الأمريكيون في زيارة مناطق الكوارث؟
يُعد تأخير زيارة رئيس الدولة للمناطق المنكوبة ممارسة مألوفة في الولايات المتحدة، لعدة أسباب تتعلق بالأمن والتنظيم. فوجود الرئيس يتطلب:
- ترتيبات أمنية مشددة من جهاز الخدمة السرية.
- إغلاق مناطق واسعة.
- تعبئة موارد بشرية ولوجستية قد تُشتت فرق الإنقاذ والإغاثة.
في عام 2018، شرح لارس أندرسون، المسؤول السابق في وكالة إدارة الطوارئ الأمريكية (FEMA)، أن “وصول الرئيس خلال استمرار عمليات البحث والإنقاذ يشكل إرباكًا غير مرغوب فيه”. وأضاف:
“من الأفضل أن يصل الرئيس بعد استقرار الوضع قليلًا وبدء عمليات التقييم والتعافي.”
حتى الرئيس السابق باراك أوباما زار لويزيانا بعد فيضانات مدمرة في أغسطس 2016، لكنه انتظر 11 يومًا بعد بداية الكارثة.
الصور الرمزية… والانتقادات السياسية
زيارة الرئيس إلى المناطق المنكوبة تُعد لحظة رمزية بالغة الأهمية. لكن هذه اللحظات كثيرًا ما تتعرض للنقد إن لم تتم إدارتها بحذر.
في عام 2005، تعرّض جورج بوش الابن لانتقادات لاذعة بعد أن التُقطت له صورة داخل طائرة Air Force One وهو ينظر من النافذة إلى أحياء لويزيانا المدمرة جرّاء إعصار كاترينا، دون أن يهبط على الأرض أو يلتقي المتضررين. وقد اعترف لاحقًا أن تلك الصورة “جعلته يبدو غير مبالٍ”، واصفًا إياها بـ”الخطأ الجسيم”.
وفي حادثة أخرى، تعرض ترامب عام 2017 لانتقادات بسبب أسلوبه اللامبالي خلال زيارته لبورتو ريكو، التي كانت تمر بأزمة إنسانية حادة بعد إعصار ماريا، حيث وُصف سلوكه حينها بأنه غير مناسب لحجم الكارثة.
الزيارات الرئاسية: بين الدعم الرمزي والحسابات السياسية
يرى مراقبون أن الزيارات الرئاسية في أعقاب الكوارث الطبيعية تحمل شقين:
- دور رمزي وتعاطفي، حيث يُنتظر من الرئيس أن يكون “المواسي الأول” للشعب.
- حسابات سياسية دقيقة، إذ يمكن لأي خطأ بسيط في التصريحات أو التصرفات أن يتحول إلى أزمة إعلامية أو سياسية.
في المقابل، التأخر الزمني غالبًا ما يُبرر بـ”إعطاء الأولوية للفرق الميدانية” وعدم إرباكهم خلال اللحظات الحساسة من عمليات الإنقاذ.
خلاصة: بين الضرورة الرمزية والحذر اللوجستي
زيارة دونالد ترامب المتأخرة إلى تكساس تُعيد طرح الأسئلة القديمة حول توقيت الزيارات الرئاسية في الأزمات، والتوازن بين الظهور القيادي والاحترام للعمليات الميدانية. فبين من يرى فيها تأخرًا غير مبرر، ومن يفهم دوافعها التنظيمية، يظل الأمر محل جدل في كل مرة تواجه فيها أمريكا كارثة طبيعية.