عندما تتخيل الملكة إليزابيث الثانية، التي فارقت الحياة عام 2022، ربما تراها في ذهنك مرتدية أجمل فساتينها وتاجًا ماسيًّا يلمع فوق رأسها. رغم أن التيجان لم تكن تُرتدى كثيرًا، إلا أن حضورها كان دائمًا رمزًا للفخامة والهيبة الملكية. كثير من هذه التيجان كانت ميراثًا من جدتها الملكة ماري، التي عُرفت بعشقها للمجوهرات النفيسة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز التيجان التي زينت رأس الملكة إليزابيث، والتي أصبحت تُرتدى اليوم من قبل الملكة كاميلا وكيت ميدلتون، أميرة ويلز.
👑 التاج الإمبراطوري الرسمي
يُعتبر هذا التاج من أكثر الرموز الملكية شهرة، وكان يُرتدى تقليديًا خلال الافتتاح الرسمي للبرلمان البريطاني. صُنع في الأصل لتتويج الملك جورج الرابع، ويحتوي على ما يقارب 3000 ماسة، 269 لؤلؤة، 17 حجر ياقوت، و11 زمردة. وزنه يزيد عن الكيلوغرام، مما جعله ثقيلًا جدًا على الملكة إليزابيث، فحمله لاحقًا اللورد غريت شامبرلين خلال المناسبات الرسمية.
💎 تاج الدوقة الكبرى فلاديمير
يُعد هذا التاج من المفضلات لدى الملكة إليزابيث. صُنع عام 1874 للدوقة الروسية فلاديمير، وتم تهريبه من روسيا أثناء الثورة عام 1917 من قبل خادمتين بريطانيتين. اشترته لاحقًا الملكة ماري، جدّة إليزابيث، وأصبح جزءًا من المجموعة الملكية. يمكن تزيين هذا التاج باللؤلؤ أو الزمرد، مما يجعله فريدًا من نوعه.
🔴 تاج الياقوت البورمي
هذا التاج يحمل قيمة خاصة لأنه صُنع من 98 حجر ياقوت أحمر، قُدمت للملكة كهدية زفاف من شعب ميانمار. في عام 1976، طلبت من صائغ البلاط “غارّارد” تصميم تاج جديد بهذه الأحجار التي يعتقد في الثقافة البورمية أنها تقي من الأمراض والشر. ارتدته الملكة أثناء زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
🌸 تاج “بنات بريطانيا وإيرلندا”
أُهدي هذا التاج إلى الملكة ماري يوم زفافها من الملك جورج الخامس، من قِبل مجموعة من السيدات البريطانيات. ورثته إليزابيث من جدّتها، وكان من التيجان الأقرب إلى قلبها. ظهرت به في العديد من المناسبات الرسمية، وحتى على بعض العملات الورقية. لاحقًا، أُزيلت منه بعض اللآلئ وأُضيفت إلى تاج كامبريدج بعقد الحب.
✨ تاج الشرائط للملكة ماري
ارتدته الأميرة بياتريس، حفيدة إليزابيث، في حفل زفافها. يحمل هذا التاج ذكرى خاصة للملكة، فقد أعارته لها جدّتها، الملكة ماري، يوم زفافها من الأمير فيليب عام 1947. يتألف من 47 شريطًا من الألماس، وقد تعرّض للكسر أثناء استعدادات إليزابيث لحفل زفافها، ما استدعى إصلاحه على الفور.
💠 تاج “عقد الحب” (Lovers’ Knot)
يرتبط هذا التاج في الذاكرة العامة بالأميرة ديانا، والآن بالأميرة كيت ميدلتون. صُمم في الأصل للملكة ماري باستخدام لآلئ من تاج “بنات بريطانيا وإيرلندا”، وعُرض على ديانا يوم زفافها من الأمير تشارلز، لكنها اختارت تاج العائلة بدلاً منه. يحتوي هذا التاج على 19 لؤلؤة باروكية وألماس مشغول على شكل قلوب.
🌀 تاج الطوق للملكة ماري
ظل هذا التاج مخفيًا عن الأنظار لأكثر من 60 عامًا، حتى اختارته ميغان ماركل يوم زفافها عام 2018. صُنع عام 1932 باستخدام بروش مرصع بالألماس كانت الملكة ماري قد حصلت عليه كهدية زفاف. يتميز بتصميمه المستوحى من طراز الآرت ديكو، ويتكون من 11 قطعة مرنة، مع بروش مركزي يضم 10 ألماسات فردية.
💎 تاج هالو من كارتييه (Halo Tiara)
في عيد ميلادها الثامن عشر، تلقت الملكة إليزابيث الثانية هدية ثمينة من والدتها: تاج هالو من كارتييه، وهو من أجمل قطع المجوهرات الملكية. كان الملك جورج السادس قد طلب تصميم هذا التاج في عام 1936 كهدية لزوجته الملكة إليزابيث الأم بمناسبة عيد زواجهما.
في عيد ميلادها الثامن عشر، تلقت الملكة إليزابيث الثانية هدية ثمينة من والدتها: تاج هالو من كارتييه، وهو من أجمل قطع المجوهرات الملكية. كان الملك جورج السادس قد طلب تصميم هذا التاج في عام 1936 كهدية لزوجته الملكة إليزابيث الأم بمناسبة عيد زواجهما.
🏵️ تاج دلهي دوربار (Delhi Durbar Tiara)
يُعد هذا التاج أحد أفخم القطع الملكية، وقد صُمم خصيصًا للملكة ماري عام 1911، بمناسبة حفل دلهي دوربار، وهو حدث احتفالي ضخم أقيم في الهند للاحتفال بتتويج الملك جورج الخامس والملكة ماري كإمبراطور وإمبراطورة للهند.
في البداية، تم تزيين التاج بأحجار الزمرد لتتناسب مع مجوهرات الملكة ماري، ثم استُبدلت لاحقًا بأحجار Cullinan III و IV، وهما من أغلى الماسات في العالم ومن أعظم كنوز العائلة المالكة البريطانية. لم ترتدِ الملكة إليزابيث هذا التاج علنًا، ولكن شوهدت الدوقة كاميلا ترتديه في عام 2005.
🔷 تاج الأكوامارين البرازيلي (Brazilian Aquamarine Tiara)
في عام 1953، بمناسبة تتويج الملكة إليزابيث الثانية، أهدى لها شعب البرازيل قلادة وأقراط مصنوعة من أحجار الأكوامارين الزرقاء النادرة من بلادهم. وبعد سنوات، أُرسلت لها بروش كبير وسوار لإكمال المجموعة الملكية.
أعجبت الملكة كثيرًا بهذه الهدية المميزة، وطلبت من صائغ البلاط الملكي Garrard تصميم تاج متناسق مع المجموعة، فصنع تاجًا مهيبًا يحتوي على ألماس وأحجار أكوامارين قابلة للفصل لتُستخدم كبروش عند الحاجة. ارتدت الملكة هذا التاج في مناسبات متعددة، وكان آخر ظهور له في عام 2011.
💫 خاتمة: أناقة ملكية لا تموت
تُعد هذه التيجان الثلاثة دليلاً على الذوق الرفيع والعراقة التاريخية للمجوهرات الملكية البريطانية. فهي ليست فقط زينة، بل تمثل قصصًا وذكريات وقوة ناعمة تجسد مجد التاج البريطاني.