الأربعاء, ديسمبر 24, 2025
Google search engine
الرئيسيةالأخبارتجربة الشجاعة والإغاثة في قلب الحرب: قصة إيرفام ماتوس (Efräm Matos)

تجربة الشجاعة والإغاثة في قلب الحرب: قصة إيرفام ماتوس (Efräm Matos)

مقدّمة: من مقاتل نخبة إلى منقذ إنساني

في مناطق النزاع حول العالم، تُروى قصص بطولات لا تُصدّق، لكن القليل منها يجمع بين المشاركة في مهام قتالية ضمن صفوف النخبة العسكرية والانتقال إلى مهمة إنسانية تطوعية غير مُسبقة. إنّها قصة إيرفام ماتوس (Efram Matos)، الشاب الذي خاض تدريبًا مع Navy SEALs الأميركية، ثم تحوّل إلى مؤسس منظمة تطوعية تُعنى بحماية المدنيين في مناطق الحرب. في هذا المقال، نستعرض رحلته على مدار سنوات، وكيف تحوّلت لحظة إنسانية غير متوقّعة إلى مشروع إنقاذ عالمي، مع التركيز على الجوانب الأشهر داخليًا وخارجيًا، وما يمكن أن نتعلّمه منها.

من تدريب النخبة إلى ميادين الحرب

بداياته العسكرية

خضع إيرفام ماتوس لتدريب مكثّف ضمن قوات النخبة الأميركية، وانضم إلى فرق Navy SEALs. عبَر آفاق التدريب الشاق والتجربة القتالية، واكتسب خبرةَ مواجهة الخطر في بيئات شديدة التعقيد.

صدمة المعركة وتحوّل الحياة

في يونيو 2011، أخفق إيرفام في اختبار تحت الماء ضمن تدريبات SEAL، وعندما خرج من المسبح، أرشده أحد الزملاء إلى درس أخلاقي مهم: «هذه ليست مناسبة لمن يأسف لنفسه طوال الوقت.» من تلك اللحظة، تغيّرت نظرته للحياة. بعدها بخمس سنوات، وجده زملاؤه في صور إخبارية يقاتل كمدني داخل الموصل، ما يُعدّ تحولًا جذريًا من مقاتل محترف إلى فاعل إنساني.

دخوله ميدان الموصل: أسوأ ما رأى

الوصول إلى العراق

في أوائل عام 2017، حين انتهى عقده مع البحرية، قرّر إيرفام ألاّ يُجدد، بل ترك الخدمة العسكرية وتواصل مع مجموعة متطوعين أجانب في العراق لتقديم مساعدات إنسانية. أسس شجاعته وطموحه الإنساني سقفًا جديدًا لمهامه.

من الدعم الإنساني إلى القتال المباشر

بينما كان يبدأ عمله في توزيع الطعام والرعاية الطبية حول مدينة الموصل، تغيّرت مهمته فجأة إلى مهمة قتالية مع القوات العراقية ضد تنظيم داعش. دبّـت الحرب، وكأنّ المنقذين صاروا في الخطّ الأمامي.

لحظة المجزرة ورعب المدنيين

عند أحد التقاطعات، رأى إيرفام عشرات الجثث المدنيّة التي أُعدمتها داعش بعدما حاول أهل حيّ الفرار. بين تلك الجثث، طفلة صغيرة تحاول الاختباء من تحت ثياب أمّها الميتة… تلك اللحظة كانت نقطة تحولٍ نفسيّة في حياته، وسِجلّها يتضمّن عنوانًا مؤلمًا: «مدينة الموت».

عملية الإنقاذ التي تغيّـرت معها حياة إنسان

إعداد المهمة

عند وصولهم إلى نقطة التقاطع، خطّط فريقه مع الجيش العراقي ودبّابة مدرعة لاقتحام المنطقة بغطاء دخاني أمريكي، بهدف إنقاذ تلك الطفلة والرجال المصابين من بين الجثث.

القرار الانتقالي

وسط موجة رصاص وانفجارات، تعرّض الجريح للانزلاق مباشرة في مسار الدبابة. قفز إيرفام وسحبه بعيدًا في كوشن اللوح المعدني، لكن اضطر أخيرًا إلى تركه بسبب استحالة الجري تحت النار. بعدها إصابته برصاصة في الساق لم تثنه عن الهروب مع الفريق.

العودة والإنقاذ

في لحظة شجاعة خارقة، جرى إيرفام عبر الفتحة المكشوفة تحت نيران العدو دون أن يُصب، واستطاع استدراج بدّالة «همفي» مدرّعة لتخليص الفريق والطفلة. بعد نجاحهم، دخل في حالة صدمة حين رأى الطفلة ذات الأربع سنوات، واسمه «ديمولا»، جالسة بهدوء، وكأنّها لا تصدّق أنها نجت.

تأسيس “Stronghold Rescue and Relief”: البذرة إنسانية تنمو

الفكرة والنشأة

بعد أشهر قليلة من الإصابة، وقف إيرفام أمام معضلة: يا إما يستقرّ أو يواصل المسار. اختار المسار. أسّس منظمة Stronghold Rescue and Relief، لتكون مهمّتها حماية العائلات داخل مناطق النزاع، وتبني شعارًا بارزًا:

«الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر، هو أن يقف الصالحون مكتوفي الأيدي.»

التأثير والإستدامة

رغم أن المنظمة صغيرة، فإن تأثيرها كان فعليًا في مناطق متعددة، من بورما إلى الشرق الأوسط. لكن استمرار العمل تطلّب دعمًا شهريًا مستمرًا من مجموعة داعمة صغيرة، ليتمكن الفريق من الحفاظ على العمليات.

الدعوة للمشاركة

نداء المنظمة يوجّه لكلّ من يشعر بأن سردًا من هذا النوع “الغريب، المظلم، الغامض” يحفّزه: شارك بدعم شهري، واحصل على قميص يحمل الشعار، وكن جزءًا من «جيش» إنساني.

دروس من رحلة إيرفام ماتوس

أهمية الشفافية والمشاركة.
إيرفام نشر القصة، وترك المجال للعالم أن يرى ما جرى — ما يكسب ثقة أكبر ويشجّع دعمًا فعليًّا.

الشجاعة ليست غياب الخوف، بل العمل رغم الخوف.
إيرفام كان يعلم أنه سيموت في تلك المهمة، لكنه اختار أن يمضي.

تحوّل الأفراد من القتال إلى الإغاثة يُظهر أن الإنسانية أقوى من الأسلحة.
من مقاتل نخبة إلى منقذ عائلات، عبّر عن معنى الخدمة الإنسانية.

التضحية الفردية تُحدث تأثيرًا جماعيًا.
ليس مهمًا أن تكون القوة ضخمة، بل إصرارك على أن تؤدي دورًا.موارد صغيرة، تأثير كبير.
حتى من منظمة صغيرة بتمويل بسيط، يمكن أن تُرسل أملاً في مناطق ذهب إليها اليأس.

فيديوهات الإنقاذ من قلب الحدث :

الفيديو الثاني :

مقالات ذات صلة

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات